ذكر الزّنا عند يحيى بن خالد بن برمك فقال: الزّنا يجمع الخصال كلّها من الشّر. لا تجد زانياً معه ورع، ولا وفاءً بعهد، ولا محافظةً على صديق؛ الغدر شعبةٌ من شعبه، والخيانة فنٌّ من فنونه، وقلّة المروءة عيبٌ من عيوبه، وسفك الدّم الحرام جنايةٌ من جناياته.

وحكى ابن الأعرابي قال: كان الحارث بن أبي شمر الغسّاني إذا أعجبته امرأة ووصفت له، بعث إليها واغتصبها نفسها، فأتاه أبوها فقال له:

يا أيّها الملك المخوف أما ترى ... ليلاً وصبحاً كيف يختلفان

هل تستطيع الشّمس أن تأتي بها ... ليلاً وهل لك بالمليك يدان

فاعلم وأيقن أنّ ملكك زائلٌ ... واعلم بأنّك ما تدين تدان

وعن عدي بن ثابت قال: سمعت عبد الله بن عبّاس يقول: كان في بني إسرائيل راهبٌ عبد الله زماناً من الدّهر، حتّى كان يؤتى بالمجانين يعوّذهم فيبرؤون على يديه. وأنه أتي بامرأةٍ من أشراف قومها قد جنّت وكان لها أخوة، فأتوه بها، فلم يزل الشّيطان يزيّن له حتّى وقع عليها، فحملت، فلمّا استبان حملها، لم يزل الشّيطان يخوّفه ويزيّن له قتلها ودفنها، فقتلها ودفنها.

وذهب الشّيطان في صورة رجلٍ حتّى أتى بعض أخوتها فأخبره بالذي فعل الرّاهب، ثمّ أتى بقيّة أخوتها رجلاً رجلاً فجعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015