بالنّهار. فقالت: لقد أضفت إلى حسن المنطق والمنظر، كريم الخيم والمخبر، وأرجو أن تبلغ أمنيتك، وتنال بغيتك. فهل قلت شيئاً في صبوتك؟ قلت: نعم. قلن: أنشد فأنشدتهنّ:
حجبت رجاء الفوز بالأجر قاصداً، ... لحطّ ذنوب من ركوب الكبائر،
فأبت، كما آب الشّقيّ بخفّه ... حنين، فلم أوجر بتلك المشاعر
دهتني بعينيها، وبهجة وجهها، ... فتاةٌ، كمثل الشّمس أسحر ساحر؛
منعمةٍ، لو كان للبدر نورها، ... لمّا طلعت بيض النّجوم الزّواهر.
فإن بذلت، نلت الأماني كلّها، ... وإن لم تنلني، زرت أهل المقابر.
فقلن: أحسنت، والله. ثمّ قالت: إنّها والله ساعتك الطّولى، إن خالفتني! قالت: لقد سمعت جوابي. فقالت أخرى: أجيبيها إلى ما دعت من الشّركة لتكن إحداكنّ في الأمر. فقلن: قد انتصفت، وقد أطلتنّ الخطاب على أمرٍ فأمضيه قبل انتشار الحي، فالوقت ممكن، والمكان خالٍ. فأجمعن على ذلك ولست أشكّ فيما أظهرن، ثمّ قلن: بمن تبدأ؟ قلت اقترعن. فوقعت القرعة على أملحهنّ. فصرت إلى باب المغارة هناك، فأدخلتني وأبطأت عنّي قليلاً، وجعلت أتوق وأنظر إلى دخول إحداهن. فبينا أنا كذلك، إذ دخل عليّ أسود كأنّه سارية، بيده أيره وهو منعظ كمثل ذراع البكر. فقلت: ما تريد؟ قال: أنيكك. فأهمّتني والله نفسي، فصحت بصاحبي، وكان أجلد منّي،