منعمة حوراء يجري وشاحها ... على كشح مرتج الرّوادف أهضم
خزاعيّة الأطراف كنديّة الحشا ... فزاريّة العينين طائيّة الفم
ثمّ رفعت ثيابها حتّى جاوزت نحرها، فإذا هي كقضيب فضّةٍ قد شيّب بماء الذّهب، يهتزّ على مثل كثيب؛ ولها صدرٌ كالورد عليه رمّانتان أو حقان من عاجٍ يملآن يد اللامس؛ وخصرٍ مطويّ الاندماج، يهتزّ في كفلٍ رجراج، لو رمت عقده لانعقد؛ وسرّةٍ مستديرةٍ يقصر وهمي عن بلوغ وصفها؛ تحت ذلك أرنبٌ جاثمٌ أو جبهة أسدٍ غادرٍ، وفخذان لفّاوان، وساقان خدلجان يحسان الخلاخيل، وقدمان خمصاوان. فقالت: أعارٌ ترى؟ قلت: لا والله، قال: فخرجت عجوزٌ من الخباء وقالت: أيّها الرّجل امض لشأنك، فإنّ قتيلها مطلول لا يودى، وأسيرها مكبول لا يفدى. فقالت لها الجّارية: دعيه فمثله قول ذي الرّمّة:
وإن لم يكن إلاّّ تمتّع ساعةً ... قليلاً فإنّي نافعٌ لي قليلها
فولّت العجوز وهي تقول: