أخزي الذي سمك السّماء مجاشعاً ... وأحلّ بيتك بالحضيض الأسفل

قال: فأعجبني ما رأيت من جمالها وفصاحتها، ثمّ قالت لي: أين تؤم؟ قلت: اليمامة. فتنفّست نفساً وصل إليّ حرّة، فقلت: أذات خدرٍ، أم ذات بعلٍ؟ فبكت. فقلت: ما أجبتني عمّا سألتك. قال فلمّا فهمت قولي ولم تكن أوّلاً فهمته من شدّة استغراقها، فلمّا كان بعد ساعةٍ أنشأت تقول:

يخيّل لي، أبا عمرو بن كعب، ... بأنّك قد حملت على سرير

فإن يك هكذا، يا عمرو، إنّي ... مبكّرةً عليك إلى القبور

ثمّ شهقت شهقةً فماتت. فقلت لهم: من هذه؟ قالوا: عقيلة بنت الضّحّاك بن النّعمان بن المنذر. قلت: فمن عمرو؟ قالوا: ابن عمّها، خطبها ولم يدخل بها. فارتحلت من عندهم فدخلت اليمامة، فسألت عن عمرو فإذا به قد دفن في ذلك الوقت من اليوم.

يروى عن سماك بن حرب: أن زيد بن حارثة قال: يا رسول الله، انطلق بنا إلى فلانة نخطبها عليك أو عليّ إن لم تعجبك: فأتيناها فذكر لها زيد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، فقالت له: يا رسول الله، إنّي عاهدت زوجي ألاّ أتزوّج بعده أبداً، وأعطاني مثل ذلك. فقال لها رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: " إن كان ذلك في الإسلام ففي له، وإن كان ذلك في الجاهلية فليس بشيءٍ ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015