قال أبو السّمراء: فكتبت إلى عبد الله بن طاهر بخبرها. فكتب إليّ: أن ألق عليها هذا البيت، فإن أجازته فاشتراها ولو كانت بخراج خراسان. والبيت:

قريبٌ صدّ، بعيدٌ وصل، ... جعلت منه لي ملاذا

فقالت:

فعاتبوه، فزاد شوقاً ... فمات عشقاً، فكان ماذا؟

قال أبو السّمراء: فاشتريتها بألف دينارٍ وحملتها إليه. فماتت في الطّريق، فكانت إحدى الحسرات.

قال الأصمعي: خرج سليمان بن عبد الملك ومعه سليمان بن المهلّب بن أبي صفرة من دمشق متنزّهين، فمرّا بالجبانة، وإذا امرأةٌ جالسةٌ على قبرٍ تبكي، فهبّت الرّيح، فرفعت البرقع عن وجهها، فكأنّها غمامةٌ جلت شمساً، فوقفنا متعجّبين ننظر إليها، فقال لها ابن المهلّب: يا أمة الله، هل لك في أمير المؤمنين بعلاً؟ فنظرت إليهما، ثمّ نظرت إلى القبر، وقالت:

فإن تسألاني عن هواي، فإنّه ... بملحود هذا القبر، يا فتيان

وإنّي لأتسحييه والتّرب بيننا، ... كما كنت أستحييه وهو يراني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015