أدور، فلولا أن أمّ جعفر ... بأبياتكم، ما درت حيث أدور

وما كنت دوّاراً ولكن ذا الهوى، ... إذا لم يزر لا بدّ أن سيزور

لقد منعت معروفها أمّ جعفر، ... وإنّي إلى معروفها لفقير

فاستعدى أيمن، أخوها، عليه عامل المدينة وكان أيمن جسيماً ضخماً وكان الأحوص نحيفاً، فدفع إلى كلّ واحدٍ منهنّ سوطاً وقال لخالد: أضرب الأحوص. فقال بعض الشّعراء:

لقد منع المعروف من أمّ جعفرٍ ... أخو ثقةٍ عند الحفاظ صبور

علاك بمتن السّوط حتّى لقيته ... بأصغر من ماء الصّفاق يفور

قال الأحوص بعد ذلك:

إذا أنا لم أغفر لأيمن ذنبه ... فمن ذا الذي يعفو له ذنبه بعدي

يسيء فأعفو ذنبه، فتردّني ... أيادٍ يدانيها مباركةً عندي

تزوّج عبد الله بن يزيد الحنفي امرأةً حسناء، وكان رجلاً ثقيلاً جسيماً ظريفاً، فأحبّها حبّاً شديداً، وكان من أشدّ النّاس غيرةً. فدعاه حبّه لها، وشدّة غيرتها عليها، أن خرج بها إلى بعض البوادي فابتنى لها قصراً وسكن به وأقام معها مدّةً.

وخرج عمر بن سعيد العبدي يريد سفراً له، فأخذته السّماء في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015