بلاد بني كليب، وقد غلبه العطش فمات. فخلى أكلبه على جيفته فأكلته. فسمعت بذلك الكلابيّون فرحلوا في أثر الثّقفي فأدركوه فقتلوه وخلوا عليه أكلبه فأكلته. وسمع العقيليّون بخبر الرّجلين فركبوا إلى المرأة فطرقوها في منزله فقتلوها، ورحلوا. فوثبت عليها أكلب زوجها فأكلتها. فقال جار الثّقفي:
لعمري لقد ساق العقيلي حتفه ... وما خبر ليلى كان عنها بأبعد
وخبر الفتى القيسيّ قد سيق نحوه ... وأمسى مقيماً بين أضلاع أزبد
أقاموا جميعاً رهن أجواف أكلبٍ ... كذلك أمر الله في اليوم والغد
ويروى عن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: " الغيرة من الإيمان، وأيما رجلٍ أحسّ بشيءٍ من الفجور في أهله فلم يغيره، إلاّ بعث الله إليه ملكاً يقول له غر أربعين يوماً، فإن لم يفعل مسح بجانحه على عينيه، فإن رأى حسناً لم يدره، وإن رأى قبيحاً لم ينكره ".
وعنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: كتب الجّهاد على رجال أمّتي، والغيرة على نسائها، فمن صبرت منهنّ واحتسبت أعطاها الله أجر الشّهيد.
وعن علي عليه السّلام أنّه قال: من أطاع امرأته في أربع أكبّه الله في النّار على وجهه. أن يعطيها في أن تذهب إلى العرسات وإلى المعلّمات وإلى الحمّامات وإلى الجنائز.
وقال الأحوص يتشبّب بأم ّجعفر الحطميّة: