اخبار القضاه (صفحة 516)

حَدَّثَنَا عَبْدُ لله بْن الْحَسَن المؤدب، عَن النميري، عَن خالد بْن عَبْد العزيز قال: رأيت خالد بْن طليق يوم جلس للقضاء، مقدمه من بغداد، جلس في صحن المسجد عند الطست، وأمر بعبيد الله بْن الْحَسَن، فأحضر وأمر مناديه أن ينادي: أين عبيد الله بْن الْحَسَن؟ فدعا الناس على خالد، فلما قعد بين يديه، قال: هذه الكتب فمن يتسلمها، فقد كان من قبلي يسلمونها، وقد رأيت أن أجعلها نسختين بمحضر من شهود عدول، فتأخذ واحدة، ويكون عندي واحدة، وعلى غرامة ذلك، فابعث من الشهود من يعدل، ومن الكتاب من أحببت، ثم قام ودعا له الناس ونسخ الكتب على نسختين، لئلا يغير شيئاً من أحكامه.

قال: وكان عفيفاً عَن الأموال لا يأخذ على القضاء درهماً.

قَالَ: عَبْد الواحد بْن عتاب: باع أرضاً له فأنفق ثمنها في أيام ولايته.

قَالَ: خالد بْن عَبْد العزيز: وكان يطلب الأموال التي في أيدي الناس من الوقوف والصدقات، حتى جعل لمن دله على شيء من ذلك عشر العشر، فأخبر عَن مال عَبْد الوهاب بْن عَبْد المجيد، فأرسل إليه فسأله عنه، فأقر له به وقال: هو من وقوف في يدي فأمر بتثبيت الوقوف، فأحيا الوقوف بما أمر به في تثبيتها وحمد ذلك منه.

قَالَ: عَبْد الواحد بْن عتاب: رأيته تقدم إليه بعض الخصوم، ومعه شاهد يدعى حصيناً، كان يبيع الخلقان، فَقَالَ: بعض قرابتنا. هَذَا شاهد زور فسمع ذلك رجل، كان منا قريباً، فأتى خالداً فساره، فأرسل خالد إِلَى صاحبنا فسأله عَن ذلك، فأخبره، فأمر به فحبس.

أَخْبَرَنِي هارون بْن أبي جعفر، عَن علي بني يحيى، عَن مُحَمَّد بْن سلام، قال: كان سلمة بْن عياش يخاصمه رجل من مواليه من ولد سهل بْن عَمْرو، أخي سهيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015