اخبار القضاه (صفحة 506)

يظل فِيْهِ الدهر مستخفياً ... يطرح حباً لخشنشار

يا رجلاً ما كان فيما مضى ... لدار حمران بزوار

قَالَ: بكر بْن بكار: فتقدمت إِلَى عبيد الله بْن الْحَسَن، فلما تسميت له وقلت: أنا بكر بْن بكار قال:

ما منزل أحد ثنيه رابعاً ... معتزلاً عَن عرصة الدار

قَالَ: بكر بْن بكار: وكنت أطالب عند عبيد الله بْن الْحَسَن حقاً، وأنا غلام وضىء الوجه، فإني لأكلمه يوماً وهو على دابته، إِذَا بعض من مر ببابه من المجان يصيح: يا أبا بكر بْن بكار صديق القاضي، فَقَالَ: عبيد الله: أما تسمع ما يقولون ? قلت: هَلْ ينفعني ذاك عندك. أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلاد، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الحكم البجلي، قال: جاء عُمَر بْن سليمان الكلابزي إِلَى عبيد الله بْن الْحَسَن، فَقَالَ: هلكت هلكت؛ قَالَ: وما أهلكك ? قال: بلغني أن خصمي كان عندك، ولست حاضراً، قال: فهو ذا أنت عندي، وليس خصمك حاضراً، قال: فكأنما صب عليه ذنوباً.

قال: وحَدَّثَنِي غير البجلي، قال: أتى رجل عبيد الله بْن الْحَسَن، فقال: كنا عند الأمير مُحَمَّد بْن سليمان اليوم، فجرى ذكرك، فذكرت بكل جميل، فما استطاع مقبح أمرك يذكرك بشيء يعيبك به إِلَّا المزاح، فقال: ويحك، والله أني لأمزح، وما أقول إِلَّا حقاً، فلو قلت لك الساعة: إن في داري عيسى بْن مريم، أكنت تصدقني ? قال: هَذَا من ذاك. فَقَالَ: لجصاص في داره: يا جصاص قال: لبيك، قال: ما اسمك ? قال: عيسى، قَالَ: ما اسم أمك ? قال: مريم قال: ويحك إِذَا اتفق لي مثل هَذَا فما أصنع.

قال: وعاتبه بشر بْن المفضل في الحكم كاتبه، وقال: إنه يشرب النبيذ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015