أمر جالينوس وزمانه واختلاف الناس فِيهِ وطلب منه تحقيق ذَلِكَ فأجابه عبيد الله بن جبرائيل برسالة أطنب وطول الكلام فِيهَا بذكر اختلافات المؤرخين فِي التواريخ وعول فِيهَا فِي ذكر جالينوس عَلَى تاريخ لهارون بن عزون الراهب وعدد الملوك والقياصرة فِيهِ من عهد الإسكندر ومدة مملكة كل واحد منها فمن هَذِهِ الرسالة ثُمَّ ملك طريانوس قيصر تسع عشرة سنة وهو الَّذِي ارتجع أنطاكية من الفرس وكتب إِلَى خليفته عَلَى فلسطين يقول لَهُ إني كلما قتلت النصارى ازدادوا رغبة فِي الدين فأمره برفع السيف عنهم وَفِي السنة العاشرة من مملكته ولد جالينوس ثُمَّ ملك بعده ادريانوس إحدى وعشرين سنة ثُمَّ وَفِي أيام هَذَا الملك ظهر جالينوس وهو الملك الَّذِي استخدمه .. وهذا قول جالينوس ف صدر مقالته الأولى من كتاب عمل التشريح وهذا قوله بعينه قال جالينوس قَدْ كنت وضعت فيما تقدم فِي علاج التشريح كتاباً فِي مقدمتي الأولى إِلَى مدينة رومية وذلك فِي أول ملك انطوتينوس الملك فِي وقتنا هَذَا .. ومنها أعني من الرسالة المذكورة لعبد الله بن جبرائيل فمن موجب هَذَا يكون مولد جالينوس فِي السنة العاشرة أَوْ نحوها من ملك طريانوس الملك لأنه وعم أن وضعه لكتاب علاج التشريح كَانَ فِي مقدمته الأولى إِلَى رومية وذلك فِي ملك أنطونينوس كما ذكر وأنه لَهُ من عمره علي مَا ذكرنا ثلاثون سنة مضى منا مدة ملك اذريانوس إحدى وعشرون سنة وَكَانَ مدة طريانوس قيصر تسع عشرة سنة وإذا كَانَ هَذَا هكذا أصح ام مولد جالينوس كَانَ فِي السنة العاشرة من ملك طريانوس فتكون المدة الَّتِي من صعود المسيع عَلَيْهِ السلام إِلَى السماء وهي من سنة تسع عشرة من ملك طاباريوس قيصر وإلى السنة العاشرة من ملك طريانوس الَّتِي ولد فِيهَا جالينوس عَلَى موجب التاريخ المذكور ثلاث وسبعين سنة وعاش جالينوس عَلَى مَا ذكره إسحاق بن حنين فِي تاريخه ونسبه إِلَى يحيى النحوي سبعاً وثمانين سنة منها صبي ومتعلم سبع عشرة سنة وعالم ومعلم سبعون سنة وقال إسحاق أن بَيْنَ وفاة جالينوس إِلَى سنة تسعين ومائتين للهجرة ثمانمائة وخمس عشرة سنة ويضاف إليها مدة عمر جالينوس وَمَا كَانَ مضى من