البقراطزن سئل ثابت بن قرة الحراني كم البقراطون فقال الأول الَّذِي من نسل اسقلبيوس وهو المشهور المذكور وبقراط الثاني وهو ابن أبرقليدس وبينه وبين الأول تسعة آباء وقيل بينه وبين اسقلبيوس تسعة آباء وَكَانَ بقراط الثاني قَدْ أدرك فِي منتهى سنة حرب القوم المعروفين بكبولونيساس وبقراط الثالث هو ابن دراقن بن بقراط الثاني ومنه إِلَى اسقلبيوس أحد عشر جدّاً وبقراط الرابع هو ابن عم بقراط الثالث ولما وقف المترجمون عَلَى كتبهم مزجزها وشرحوها وفسروها وَلَمْ يميزوا واحداً منهم من الآخر لتقارب علمهم وأخذ الخلف عن السلف منهم وَقَدْ قيل أن أول من كتب الطب بقراط الأول وهو ابن اغنوبهوهوس.
بختيشوع بن جورجيس بن بختيشوع الجد يسابوري كَانَ نصرانياً فِي أيام أبي العباس السفاح وصحبه وعالجه وعاش إِلَى أيام الرشيد وَكَانَ جليلاً فِي صناعة الطب موقراً فِي بغداد لعلمه وصحبته للخليفة ويكنى أبا جبرائيل.
وَقَدْ ذكر محمد بن إسحاق النديم فِي كتابه بختيشوع فقال هو مشهور مقدم عند الملوك خدم الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل وكسب بالطب مَا لَمْ يكسبه أحد وَكَانَتْ الخلفاء تثق بِهِ عَلَى أمهات أولادهم وَلَهُ من الكتب. كتاب التذكر عمله لابنه جبرائيل والحقيقة من أمر بختيشوع بن جورجيس أنه من أهل جند يسابورة وأنه مَا رأى السفاح ولا المنصور وإنما أيوه جورجيس رأى المنصور وعالجه عَلَى مَا يرد فِي بره وأما بختيشوع بن جورجيس فما زال مقيماً بجند يسابور والمارستان نيابة عن غيبته وحضوره إِلَى أيام المهدي ومرض ولده الهادي بن المهدي فاستدعى بختيشوع من جند يسابور وداواه وعز عَلَى أم الهادي الهيزران أن استدعاه وَلَمْ يستطب أبا قريش طبيبها وأخذت هي وأبا قريش فِي مناكدة بختيشوع ومضاربته وعلم المهدي بفعلها ذَلِكَ فأعادوه مكرماً إِلَى جند يسابور فأقام عَلَى حالته فِي تدبير المارستان هناك وَلَمْ يزل عَلَى ذَلِكَ إِلَى سنة إحدى وسبعين ومائة مرض الرشيد من صداع لحقه فقال ليحيى بن خالد هؤلاء