وأخذ عن المصريين أنواعاً من فنون الهندسة لأنهم كانوا قائمين بِهَا من قديم وَلَهُ كتب جميلة جليلة .. وحكى لي الخطيب أمين الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر بن عبد الباقي الأباني لعثمان الأموي القفطي وَكَانَ أجمل من رأيت نباهة وفضلاً وبلاغة ومشاركة قال أدركت جُلة المشايخ من أجلاء بلادنا وهم مجمعون عَلَى أن الَّذِي أردم أراضي أكثر قرى مصر وأسس الجسورة المتوصل بِهَا من قرية إِلَى قرية فِي زمن النيل هو ارشميدس فعل ذَلِكَ لبعض ملوكها وسببه أن أكثر القرى بمصر كَانَ أهلها إِذَا جاء النيل تركوها وصعدوا إِلَى الجبال المقابلة لَهَا فأقاموا بِهَا إِلَى أن يذهب النيل خوفاً من الغرق وإذا أخذ النيل فِي النقص نزل كل قوم إِلَى أراضيهم وشرعوا فِي الزرع فكان مَا تطامن من الأرض يمنعهم مَا انحبس فِيهِ من الماء عن الوصول إِلَى مَا علا فلا يوصل إِلَيْهِ إِلاَّ بعد جفافه فلا يمكن زرعه فيذهب بذلك مغل كثير ولما علم ارشميدس بذلك فِي زمنه قاس أراضي أكثر القرى عَلَى أعلى مَا يكون من النيل وأردم ردوماً وبنى عَلَيْهَا القرى وعمل الجسورة مَا بَيْنَ القرى وَفِي أوساط الجسورة قناطر ينقذ الماء منها من أرض قرية إِلَى أخرى فزرع مل واحد منهم الزرع فِي وقته من غير فوات ووقف من كل ضيعة أرضاً معينة يصرف مغلها فِي كل سنة إِلَى إصلاح ههذ الجسورة فهي إِلَى الآن معلومة ولها ديوان مفرد بمصر يعرف بديوان فدن الجسورة وعليها احتراز كثير وعناية كثيرة وأعرف وأنا طفل وفد أضيفت هَذِهِ الجهة بالأعمال الشرقية من جوف مصر إِلَى والدي رحمه الله نظراً وَلَهُ نواب وسمان ومشدون وَكَانَ العمل فِيهَا أتعب من جميع الأعمال وصنف ارشميدس مصنفات عدة فِي هَذَا النوع وَمَا يتنصل بِهِ مثل. كتاب المسبع فِي الدائرة وكتاب مساحة الدائرة. وكتاب الكرة والاسطوانة. وكتاب تربيع الدائرة مقالة. وكتاب الدوائر المتماسة مقالة. وكتاب المثلثات مقالة. وكتاب الخطوط المتوازية. وكتاب المأخوذات فِي أصول الهندسة. وكتاب المفروضات مقالة. وكتاب خواص المثلثات القائمة الزوايا مقالة. وكتاب ساعات آلات الماء الَّتِي ترمى بالبنادق مقالة.
وذكر محمد بن إسحاق النديم فِي كتابه قال أخبرني الثقة أن الروم