فكهما ففعل ملك الساحل ذَلِكَ وتقدم إِلَى إقليدس بِهِ وَكَانَ إقليدس أعلم أهل زمانه بالهندسة فبسط لَهُ أمر الكتابين وشرح لَهُ غرض ابلونيوس فيهما ثُمَّ وضع لَهُ صدراً للوصول إِلَى معرفة هَذِهِ المجسمات الخمس فقام من ذَلِكَ المقالات الثلاثة عشر المنسوبة إِلَى إقليدس ووصله بعد إقليدس من وصله بمقالتين ذكر فيهما مَا لَمْ يذكره أبلونيوس من نسب بعض هَذِهِ المجسمات الخمس إِلَى بعض ورسم بعضها فِي بعضها ومنهم من ينسب هاتين المقالتين إِلَى غير إقليدس وأنهما ألحقتا بالكتاب.
وذكر بعض أهل العلم بالتاريخ أنه كَانَ أقدم من أرشميدس وغيره وهو من الفلاسفة الرياضيين وأما كتابه فِي أصول الهندسة فقد نقله الحجاج بن يوسف بن مطر الكوفي نقلين أحدهما يعرف بالهاروني وهو الأول والنقل الثاني هو المسمى بالمأموني وعليه يعول ونقله إسحاق بن حنين وأصلحه ثابت بن قبرة الحراني ونقل أبو عثمان الدمشقي منه مقالات قال ابن نديم رأيت منها العاشرة بالموصل فِي خوانة علي بن أحمد العمراني واحد علمائه أبو الصقر القبيصي ويقرأ عَلَيْهِ المجسطي فِي زماننا هَذَا يعني سنة سبعين وثلاثمائة وحل شكوك هَذَا الكتاب ايرن وشرحه النيريزي ولرجل يعرف بالكرابيسي سيمر ذكره فِي أثناء هَذَا التصنيف إِن شاء الله تعالى شرح لهذا الكتاب وللجوهري شرح هَذَا الكتاب من أوله إِلَى آخره وتمر أخبار الجوهري أيضاً وللماهاني شرح المقالة الخامسة من الكتاب وذكر نظيف المتطبب أنه رأى المقالة العاشرة من إقليدس رومية وهي نزيد عَلَى مَا فِي أيدي الناس أربعين شكلاً والذي بأيدي الناس مائة وتسعة أشكال وإنه عزم عَلَى إخراج ذَلِكَ إِلَى العربي وذكر يوحنا القس أنه رأى الشكل الَّذِي ادعاه ثابت فِي المقالة الأولى وزعم أن لَهُ فِي اليوناني وذكر نظيف أنه أراه إياه ولأبي حفص الحارث الخراساني وسيمر ذكره فِي شرح كتاب إقليدس ولأبي الوفاء البوزجاني شرح هَذَا الكتاب وَلَمْ يتمه وفسر أبو القاسم الأنطاكي الكتاب كله وَقَدْ خرج وهو موجود بَيْنَ أظهر الطلبة وَكَانَ سند ابن علي قَدْ فسره وأتى منه عَلَى تسع مقالات وبعض العاشرة وفسر العاشرة أبو يوسف الرازي وجوده لابن العميد وذكر الكندي فِي رسالته فِي أغراض كتاب إقليدس أن هَذَا الكتاب ألفه رجل يقال لَهُ لبلّينس النجار وأنه رسمه خمسة عشر قولاً فلما تقادم عهد هَذَا الكتاب فأهمل تحرك بعض ملوك الإسكندرانيين لطلب علم