وجاسيوس ومارينوس وهم الدين رتبوا الكتب وقيل نقلاؤس غير انقلاؤس قال وإن كَانَ عني يحبى قَدْ فسر كتباً كثيرة من الطبيات فلقوته فِي الفلسفة ألحق بالفلاسفة لأنه أحد الفلاسفة المذكورين فِي وقته وسبب قوته فِي الفلسفة هو أنه كَانَ ملاحاً يعبر الناس فِي سفينته وَكَانَ يحب العلم كثيراً فإذا عبر معه قوم من دار العلم والدرس الَّذِي كَانَ بجزيرة الإسكندرية يتحاورون فيما مضى لهم من النظر ويتفاوضونه فيسمعه تهش نفسه للعلم فلما قوي رأيه فِي طلب العلم فكر فِي نفسه وقال قَدْ بلغت نيفاً وأربعين سنة وَمَا ارتضت بشيء ولا عرفت غير صناعة الملاحة فكيف يمكنني أن أتعرض لشيء من العلوم وفيما هو يفكر إذ رأى نملة قَدْ حملت نواة ثمرة وهي دائبة تصعد بِهَا فوقعت منها فعادت وأخذتها وَلَمْ تزل تجاهد مراراً حَتَّى بلغت بالمجاهدة غرضها إِذَا كَانَ هَذَا الحيوان الضعيف قَدْ بلغ غرضه بالمجاهدة والمناصبة فبالحري أن أبلغ غرضي بالمجاهدة فخرج من وقته وباع سفينته ولزم دار العلم وبدأ يتعلم النحو واللغة والمنطق فبرع فِي هَذِهِ الأمور لأنه أول مَا ابتدأ بِهَا فنسب إليها واشتهر بِهَا ووضع كتباً كثيرة منها تفاسير وغيرها.

يحيى بن أبي منصور المنجم المأموني رجل فاضل فِي هَذَا الشأن كبير القدر إذ ذَاكَ مكين المكان اتصل بالمأمون أمير المؤمنين وتقدم عنده بصناعة النجوم وتسيير الكواكب وَلَما عزم المأمون عَلَى رصد الكواكب تقدم إِلَى يحيى هَذَا وإلى جماعة ترد أسماؤهم فِي حروفهم وأمرهم بالرصد وإصلاح آلاته ففعلوا ذَلِكَ بالشماسية ببغداد وجبل قاسيون بدمشق وذلك فِي سنة خمس عشرة وست عشرة وسبع عشرة ومائتين وبطل الأمر بموت المأمون فِي شهور سنة ثماني عشرة ومائتين وتوفي يحيى بن أبي منصور ببلد الروم وَلَهُ من التصانيف. كتاب الزيج الممتحن نسختان. كتاب العمل لسدس ساعة فِي الارتفاع بمدينة السلام قال أبو معشر أخبرني محمد بن موسى المنجم الجليس وَلَيْسَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015