ممن لَمْ يقدر عَلَى تكميله وَلَمْ يستقصه فقوي عمادها وقوم منارها وعمل لذلك رسالة أقام فِيهَا الحجج والبراهين ليدفع بذلك رد كل نذل مهين ومن ذَلِكَ مَا فعله فِي الآلات الشاملة حَتَّى صارت بعد نقصها كاملة وذلك أن مبدعها الخجندي جعلها لعرض واحد وأقام الدليل اللفظي عَلَى أنه لا يمكن أن يكون لعروض متعددة ولما وصلت هَذِهِ الآلات إِلَى البديع أبي القاسم هبة الله وتأملها وأعمل فكره الذكي فِي أمرها وصنع منها عدة حملها إِلَى أجلاء زمانه أحدث لَهُ العمل طريقاً فِي عملها لعروض متعددة واختبر ذَلِكَ بالقواعد الهندسية فصح اختباره وظهرت لَهُ بعد أن خبت عن غيره تارة فأحكمها لعروض وأتي فِي ذَلِكَ بالمسنون من هَذِهِ الصناعة والمفروض وعمل لَهَا رسالة مؤيدة بالبراهين القطعية فأما غير ذَلِكَ مما كَانَ يعانيه فِي المساطر والبواكير وغير ذَلِكَ فقد صارت فِي أيدي الناس من ذخائر الجواهر وعانى عمل الطلسمات ورصد مَا يوافقها من مختار الأوقات وحمل إِلَى الملوك والأمراء والرؤساء والوزراء وجربوها فصحت تجربتها وحصلت لَهُ بما كَانَ من صنائعه الأموال الكثيرة وذلك فِي أيام المسترشد ولما مضى لسبيله تحقق أهل الفضيلة أنه لَمْ يخلف مثله وَلَهُ شعر فائق رائق.
هبة الله بن صاعد بن التلميذ الطبيب النصراني البغدادي طبيب وقته وفاضل زمانه وعالم أوانه خدم الخلفاء من بني العباس وتقدم فِي خدمتهم وارتفعت مكانته لديهم وَكَانَ مؤلفاً فِي المباشرة والمعالجة عالماً بقوانين هَذِهِ الصناعة وصنف فِيهَا عدة مصنفات وانتهت إِلَيْهِ رئاستها. ولقد ذكره بعض المتأخرين فقال سلطان الحكماء أمين الدولة أبو الحسن هبة الله بن صاعد الطبيب النصراني يعرف بابن التلميذ البغدادي وابن التلميذ هو جد لأمه حكيم معتمد الملك أبو الفرج يحيى بن التلميذ النصراني البغدادي ولما توفي امين الدولة هبة الله بن صاعد مقامه وهو ابن ابنته