الفلسفة والثاني أعمال الفلسفة والثالث الآلة المستعملة فِي علم الفلسفة وغيره من العلوم فالكتب الَّتِي فِي علوم الفلسفة بعضها فِي العلوم التعليمية وبعضها فِي العلوم الطبيعية وبعضها فِي العلوم الإلهية وأما الكتب الَّتِي فِي العلوم التعليمية لكتابه فِي المناظر وكتابه فِي الخطوط وكتابه فِي الحيل وأما الكتب الَّتِي فِي العلوم الطبيعية فمنها مَا يُتعلم منه الأمور الَّتِي تخص كل واحد من الطبائع ومنها مَا يُتعلم منه الأمور الَّتِي تعم جميع الطبائع فالتي يُتعلم منها الأمور الَّتِي تعم جميع الطبائع هي كتابه المسمى بسمع الكيان فهذا الكتاب يعرّف بعدد المبادئ لجميع الأشياء والني هي كالمبادئ وبالأشياء التوالي للمبادئ المشاكلة للتوالي وأما المبادئ فالعنصر والصورة وأما الَّتِي هي كالمبادئ فليست مبادئ بالحقيقة بل بالتقريب كالعدم وأما التوالي فالزمان والمكان وأما المشاكلة للتوالي فالخلاء وَمَا لا نهاية لَهُ وَعَلَى هَذَا الترتيب تترتب كتبه كلها لمن ينعم النظر فِيهَا ولما لَمْ يكن التاريخ محل ذكر ذَلِكَ أضربت عن ذكر ترتيبها إذ هو شرط تأليف آخر يمنع من سطرها جهل المعاصرين وبلادة الشركاء فِي الطلب والله المستعان.

وَكَانَ أرسطوطاليس معلم الإسكندر بن فيلبس ملك مقدونية وبآدابه عمل فِي سياسة رعيته وسيرة ملكه وانقمع بِهِ الشرك فِي بلاد اليونانيين وظهر الخير وقاض العدل ولأرسطوطاليس إِلَيْهِ رسائل كثيرة معروفة مدونة وبسبب أرسطوطاليس كثرت الفلسفة وغيرها من العلوم القديمة فِي البلاد الإسلامية.

شرح السبب فِي ذَلِكَ. حكى محمد بن إسحاق النديم فِي كتابه أن المأمون رأى فِي منامه كَأَنَّ رجلاً أبيض مشرباً بحمرة واسع الجبين مقرون الحاجبين أجلح الرأس أشهل العينين حسن الشمائل جالس عَلَى سريره قال المأمون وكأني بَيْنَ يديه وَقَدْ ملئت لَهُ هيبة فقلت لَهُ من أنت فقال أنا أرسطوطاليس فسررت بِهِ وقلت أَيُّها الحكيم أسألك قال سل قلن مَا الحسن قال مَا حسن فِي العقل قلت ثُمَّ مَاذَا قال مَا حسن فِي الشرع فقلت ثُمَّ مَاذَا ثُمَّ لا ثُمَّ قلت زدني فقال من يصحبك فِي الذهب فليكن عندك كالذهب وعليك بالتوحيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015