وقته وَكَانَ قَدْ تقدم عند عضد الدولة يقف الملك عند إشاراته فِي الاختيارات ويرجع إِلَى قوله فِي أنواع التسييرات وعمل زيجه المشهور الَّذِي عَلَيْهِ أهل زمانه فِي وقته وبعد زمانه إِلَى أواننا ها ولما توفي عضد الدولة تقصت حاله وتأخر أمره عند صمصام الدولة ولده القائم بالأمر من بعده فانقطع عنهم وأقام منقطعاً وحج فِي شهور سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وقضى الحج وعاد فمات بمنزلة تعرف بالعسيلة فِي يوم الأحد الثامن من المحرم سنة خمس وسبعين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.

علي بن الراهبة كَانَ طبيباً للمتقى وهو كبير القدر يكرمه المتقى ويحترمه وَكَانَ هو وبختيشوع وأتوش وثابت بن سنان بن ثابت يشتركون فِي طب المتقى.

علي بن إبراهيم بن بكش أبو الحسن كَانَ طبيباً فاضلاً ماهراً بصناعة الطب متقناً لَهَا غاية الإتقان ولما عمر عضد الدولة البيمارستان ببغداد جمع الأطباء من الآفاق فاجتمع فِيهِ أربعة وعشرون طبيباً وَكَانَ من جملتهم أبو الحسن عَلَى هَذَا وَكَانَ يدرس فِيهِ الطب ويفيده الطالبين وَكَانَ مكفوفاً وَكَانَ قليل التصنيف إِلاَّ أنه عمل مقالات صغاراً ولوالده كناش متوسط مَا بَيْنَ الكبير والصغير.

وذكر هلال بن المحسن الصابئ فِي كتابه قال وَفِي ليلة الجمعة لأربع بقين من ذي القعدة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بكش المتطبب وَكَانَ عارفاً محذقاً وَقَدْ قرأ من الكتب شيئاً كثيراً وَلَمْ يخلف بعده مثله لكنه كَانَ بصيراً فإذا أراد معرفة سحنات الوجوه وجال بول المرضى عول عَلَى من يكون معه من تلامذته فِي وصف ذَلِكَ لَهُ وَكَانَ لا يرى ولا يتصرف إِلاَّ شارب نبيذ وهو مع هَذِهِ المناقضة منه مبرز فِي علمه وعمله.

علي بن إسماعيل أبو الحسن الجوهري المنعوت بعلم الدين البغدادي المعروف بالركاب سالار علم فِي العلم والذكاء والفهم بارع فِي علم الهندسة والرياضيات من ظرفاء بغداد وفضلائها حكيم النفس فيما يعمله ويستعمله من الآلات الفلكية والملح الهندسية وبأيدي الناس من عمله ومستعمله كل طرفة لطيفة وتحفة ظريفة وَلَهُ شعر فائق وأدب رائق ومن شعره:

تحسن بأفعالك الصالحات ... ولا تعجبن بحسن بديع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015