169 - سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْخَلِيلِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ الْمُبَارَكِ بِالْكُوفَةِ، فَأَتَاهُ شَيْخٌ فِي هَيْئَةٍ وَبَزَّةٍ وَكِسْوَةٍ عَلَى بِرْذَوْنٍ، وَرِدَاءٍ حَسَنٍ، فَوَقَفَ عَلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَجَعَلَ يُذَاكِرُهُ بِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ سَاعَةً، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ سَمِعَهَا مِنْ عُثْمَانَ، وَكَانَ بِسِنِّ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَوْ أَكْبَرَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، اللَّهُ يَعْلَمُ حُبِّي لَكَ لِمَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ حَالٍ، ثُمَّ قَالَ: وَلَوْ لَمْ أُحِبَّكَ إِلا لِمُجَانَبَتِكَ السُّلْطَانِ وَبُعْدِكَ مِنْهُمْ لأَحْبَبْتُكَ، أَوْ قَالَ: لَوَجَبَ عَلَيَّ حُبُّكَ.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا يَسُرُّنِي هَذَا الْبِرْذَوْنُ، وَأَرَادَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ حَدِيثَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: جِئْتُ بِهِ السَّاعَةَ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِ مَرَاكِبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَعْطَانِي بِهِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، فَنَكَسَ ابْنُ الْمُبَارَكِ رَأْسَهُ وَسَكَتَ، فَمَا زَالَ سَاكِتًا حَتَّى مَضَى، فَقَالَ لِي: أَلا تَعَجْبُ مِنْ هَذَا، يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّنِي لِمُجَانَبَتِي لَهُمْ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ جَاءَ السَّاعَةَ مِنْ عِنْدِهِمْ! فَلَقِيتُ الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى، فَحَدَّثَنِي بِهِ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ.
170 - وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْخَلِيلِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: