مَا عَرَفْتَنِي قَبْلُ، وَلا أَنَا رَأَيْتُكَ، فَالْتَفَتَ سُلَيْمَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: أَصَابَ الشَّيْخُ وَأَخْطَأْتُ أَنَا.
فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَازِمٍ، مَا لَنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قَالَ: لأَنَّكُمْ أَخْرَبْتُمْ آخِرَتَكُمْ، وَعَمَّرْتُمُ الدُّنْيَا، فَكَرِهْتُمْ أَنْ تَنْتَقِلُوا مِنَ الْعُمْرَانِ إِلَى الْخَرَابِ.
106 - سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَارِسِيُّ، عَنِ الْفِرْيَابِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يُحَدِّثُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَعِنْدَهُ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، وَهُوَ أَمِيرُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ - قَالَ الْفِرْيَابِيُّ -: وَكَانَ أَخًا لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ -، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، مَا تَقُولُ فِي الْحَسَنِ؟ قُلْتُ: يُصِيبُ وَيُخْطِئُ، قَالَ: دَعْ هَذَا عَنْكَ، فَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ تُصِيبُ وَتُخْطِئُ، هَلْ يَتَعَمَّدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: فَوَقَعَ الْحَسَنُ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَلَكِنَّهَا أَغْفَارُ