وفي ذي القعدة أقبل يوسف بن وجيه صاحب عمان من عمان، ومعه مراكب كثيرة فيها عدة وعديد، لتغليظ البريديين الضرائب على ما يحمل من البحر، فلقي البريدي في دجلة البصرة بقرب الأبلة، فهزمهم أول يوم ثم احتالوا بنار حملت في زيازب وجعلت في زجاج ورموا مراكبهم بها فانهزم وقتل خلق من أصحابه، وأسر بعض وأحرقت له ستة مراكب، وكانت هزيمتهم له في أول يوم من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وصرف الكرخي عن كتبة الأمير توزون واستكتب أبو إسحاق القراريطي ابن أبي الترجمان، وظفر بجماعة من أصحاب ابن جمدي فقتلوا وصلبوا. ودخل أخو الأمير توزون إلى تكريت ومعه جيشه فدخلها لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة، فنهبها ونهب زواريق كانت بها، فيها أمتعة التجار، وذبحوا بها من البقر والغنم نحو ألفين، ونهب الناس في سائر طرقهم إلى تكريت. وعزت الفاكهة ببغداد لأنهم أخذوها ظاهراً وباطناً وأجلوا أهل القرى. وركب الخليفة في يوم السبت، لتسع بقين من ذي الحجة الظهر إلى باب الشماسية ورجع في الماء فدعا الناس له. ووافى صافي غلام الأمير توزون يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي الحجة بغداد من واسط فقبض على أبي إسحق القراريطي، وأخبر أن أبا جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد وافى واسط في زبازب كثيرة، كالهارب من يد البريديين لما اشتغلوا بمحاربة ابن وجيه، وأسرع السير فوجهوا في طلبه، فلحق واستكتب للأمير توزون، فاشتد ذلك على السلطان فأغروه بالقول فيه، فكاتبه