العدد، وخرج الخليفة وابن رايق إلى باب الشماسية وتبعهم الناس فباتوا بالبردان. وغرق أبو محمد بن سلامة الحاجب وكان فتى نفيساً قد تأدب وسمع حديثاً كثيراً.
وملك البريدي الدار، ووجه بابن أبي داود الأواني إلى الخليفة يحلف له أنه لا يريد إلا خدمته والانتهاء إلى ما يريده ويأمره به، فلم يلتفت إلى ذلك ورحل إلى سر من رأى، ولحقه الحسين بن سعيد بن حمدان في عسكره.
ونزل أبو الحسين البريدي دار مؤنس الخادم، ووجه إلى خدم الدار فأحضرهم. وأمرهم بحفظ الحرم، ووعدهم أنه يجرى عليهم جراية واسعة، وضبط أبو عبد الله الأعمال كلها.
ولقي الناس من الديالم وتنزلهم عليهم بلاء عظيماً، وقال بعض من عاين الأمر في ذلك الوقت: أي شيء كان أحسن من أن يوجه بألف فارس، ويضمن لهم مال حتى يردوا الخليفة وابن رايق فيجلس الخليفة في داره ويوسع عليه، وعلى حرمه وحشمه في النفقات، ويخلع على ابن رايق ويخرج إلى الشام على أجمل الحال، فيكون الظفر القبيح أحسن ظفر، وتحسن الأحدوثة.
وركب السكري حاجب أبي الحسين البريدي ونادى ألا ينزل أحد من الجند على الحد فكف البلاء قليلاً.
وخطب الخاطب يوم الجمعة فدعا للمتقي لله، ونودي إن وجد مع عامي سلاح قتل.