وَتَخْفُقُ بِالذَّي نَهْواهُ كُتْبٌ ... تَكُونُ بِها صلاحُ الخْافِقَيْنِ

تَرَى الأَقْدارْ مُصْعِدَةً إلَيْهِ ... تَسَحَّبُ بَيْنَ تَسْجِيَةٍ وَطَينِ

ثَوابُكُمُ عَلَى إصْلاحِ مُلْكٍ ... ثَوابُ شُهُودٍ أَحْدٍ أَوْ حُنَيْنِ

فَرَعْتُمْ فِي بَنِي الأَحْرارِ طَوْراً ... يَطُولُ الرَّعْنُ فيه ذا رُعَيْنِ

وَزادَكُمُ مُحَمدَّكُمُ عُلُوّاً ... وَيَعْقُوبٌ شَرِيفُ الجْانِبَيْنِ

وَرِثْتُمْ عَنْهُمَا كَرَماً وَفَضْلاً ... كَذَاكَ يَجِيءُ نَجْلُ الْفاضِلَيْنِ

لَقَدْ أَصْلَحْتُمْ ما بَيْنَ دَهْرِي ... عَلَى رَغْمِ الْعدَى كَرَماً وَبَيني

سَأَقَضِي فِي مَدِيحكُمُ حُقُوقاً ... كَمَا يُقْضَى حُقُوقُ الوْالِدَيْنِ

فوصلني الجماعة على هذا وشكروني سوى الوزير، فإنه كان عنده بمنزلة أردإ الشعر وأوضع المدح.

ثم رأى السلطان وابن رايق أن يحلوا ما عقدوه من أمر البريدي وينقضوا ما أبرموه، فخلع على أبي إسحاق محمد بن أحمد الإسكافي للوزارة، يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادي الأولى، وصرف به أبو جعفر بن شيرزاد إلى منزله.

وصح عند السلطان عزم البريدي على قصد الحضرة في جميع رجاله، وذلك لمهانة ابن رايق ومطالبة ألف من الأتراك البجكمية له بأرزاقهم فلم يحسن أن يتلافاهم وترفق بهم، حتى شذوا عنه ومضوا إلى البريدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015