سَيَقْضِيهِ الزَّمانَ بِطُولِ عُمْرٍ ... وَتَمْلِيكُ الرِّياسَةِ كُلُّ دَيْنِ
غَدَتْ خِلَعٌ عَلَيْهِ تَائهاتٌ ... بِعالِي النَّفْسِ عَالِي الذَّرْوَتَيْنِ
جَلَتْ بِسَوادِها ظُلَمَ اللَّيالِي ... كَما تَجْلُو سَوادَ المُقْلَتَيْنِ
بِمَنْطِقِهِ يَلُوحُ الحَلْى فِيهَا ... كَما لاَحَتْ نُجُومُ الشِّعْرَيَيْن
تُباطُ مَعلِقٌ مِنْهَا رِقَاقٌ ... بِمَصْقُولٍ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ
كَرَأْيٍ مِنْهُ يَفْعَلُ في اللَّيالِي ... وَفِي الأَيَّامِ فِعْلَ النَّيِّرَيْنِ
فَأَعْلَى اللهُ سَادَتَنَا جَمِيعاً ... وَأَبْقاهُمْ بَقاءَ الفَرْقَدَيْنِ
وقَلَّمَ عَنْهُمْ ظُفُرَ المَنايَا ... بِقُرْبِ مُناهُمُ وَبِبُعْدِ حَيْنِ
ومِلْكٍ لْلَوَرَى وَصَفاءِ دَهْرٍ ... يَرينَ عَلَى عِداهُمُ أَيَّ رَيْنِ
فَكَمْ عُذِلُوا عَلَى إْفَراطِ بَرٍ ... فَمَا أصْغَوْا لِعَذْلِ العاذِلَيْنِ
أَقولُ بِمَا عَلِمْتُ مَقالَ صِدْقٍ ... بَعِيدِ الشَّأْوِ مِنْ كَذِبٍ وَشَيْنِ
لَقَدْ صَانُوا الوِزارَةَ بَعْدَ هَتْكٍ ... وَزانُوهَا وَكانَتْ غَيْرَ زَيْنِ
بِرَأْيٍ مُسْتَنِيرٍ لِلْمَوالي ... وَصَعْبٍ لِلمْعُادِي غَيْرِ لَيْنِ
وَأَقْلاَمٍ تُحَكَّمُ فِي الأَعادِي ... كَحُكْمِ السَّيْفِ وَالرُّمْحِ الرُّدَيْنِي
وَيَغْنَى الرُّمْحُ فِيها عَنْ ثِقافٍ ... وَيَغْنَى السَّيْفُ عَنْ إِصْلاحِ قَيْنِ