حجبت عنهم وكان رئيسهم لي على هذه الحال، أتهم فيهم بهذه التهمة، ويفعل بي مثل هذا الفعل، ثم يضرني ذلك عند بعضهم إلى الآن!.
قد قضيت وطراً من ذكرى حالي وإعلامي من يعلم حقيقتها، وما جرت عليه، تفرجاً بذلك واستراحة إلى شكواه إلى الناس. وأنا أعود إلى شرح الحوادث وما جرى إن شاء الله.
ولما انقضى أمر الديالم وخلع على ابن رايق للإمارة ظهر أحمد بن علي الكوفي من استتاره فاستكتبه ابن رايق لنفسه والخليفة، وأراد أن يخلع عليه للوزارة فامتنع من قبول اسم الوزارة، وعمل ما كان يعمله الوزراء، ودبر أمر الناس كله أبو بكر محمد بن علي بن مقاتل، وصرف أبو جعفر محمد بن القاسم الكرخي إلى منزله فكانت وزارته للمتقي اثنين وثلاثين يوماً.
وشخص ابن رايق إلى واسط فدخلها، وانحدر البريديون إلى البصرة، وكانت لابن رايق بواسط أمور عظام من تشاغله بالنبيذ ليله ونهاره، حتى أن رؤساء أصحابه لا يرونه إلا لحظة في كل مدة.
وحضرت له دعوة عظيمة في يوم صادفه فيه بعض الأتراك إلى غير هذا مما يترك ذكره، ثم راسل البريديين وواقفهم على حمل، ورحل عن واسط إلى بغداد وتجدد لهم رأي في رد الوزارة إلى أبي عبد الله البريدي فعقد ذلك له في يوم الخميس للنصف من شهر ربيع الآخر، في هذه السنة، وهي سنة ثلاثين وثلاثمائة. واستخلف له بالحضرة على خدمة السلطان وتدبير الطساسيج أبو جعفر محمد بن شيرزاد، وحملت