وقرئ كتاب عن الخليفة يأمر الناس بالاستسقاء، فخرج الناس يوم الاثنين لست بقين من شهر ربيع الآخر أهل الجانب الشرقي إلى المصلى، وأهل الجانب الغربي إلى ميدان الأشنان ومعهم حمزة الإمام.

وحكي أن المتقي لله ما زال يصلي في داره على الأرض، ويلصق خده بالتراب ويدعو.

وخرج الأمر بأن يصلي أحمد بن الفضل بمسجد براثا، وجعل فيه منبر مكتوب عليه مما أمر به الرشيد سنة اثنتين وتسعين ومائة، على يد الفضل بن الربيع وجعلت الصلاة بالجانب الرقي إلى احمد بن الفضل أيضا، وكان يصلي هو بالناس فيه ويصلي ابنه بمسجد براثا، ثم صرف أحمد بن الفضل بن عبد الملك عن مسجد الرصافة بأبي الحسن بن عبد العزيز.

وكان من أول الحوادث أنه قطع على القافلة الخارجة من مدينة السلام إلى خراسان في جمادى الأولى، قطع عليها أكراد الشادنجان، وكان لؤلؤ يحميها ومعه جماعة من الأتراك فكثر عليه الأكراد ودام المطر فلم تعمل قسي الأتراك شيئاً وإنما هي عدتهم فتمكن الأكراد منهم بالسيوف والرماح فملكوها كلها، وكان فيها من العين والورق ما مبلغه ثلاثة آلاف ألف دينار، ومن الأمتعة ما قيمتها نحون ذلك، وكان أكثر المال لأصحاب بجكم أنفذوه إلى بلدانهم بخراسان.

ولقد حدثني بعض من يخبر الأمر، وهو المعروف بعدل حاجب بجكم أنه كان له وحده ثلاثون ألف دينار، ولسائر قواده أموال جليلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015