ومِثْلُكَ أَعْطى رَسْمَهُ مُتَنَوِّلاً ... فَما زِلْتَ تُعْطِي مُنْعِماً وَتُنِيلُ

فجعلت إذكاري له تسميتي آخر القصيدة ليفهمه، فوالله ما وصل إلي منه عاجل ولا آجل شيئاً، حتى انقضت أيام ولايته.

وليس هذا الشعر كجودة أشعاري في الراضي بالله، لأن ذلك كان أعلم الناس بالشعر فكنت أتنخل له الألفاظ، وأختار علوي الكلام وولي الخلافة المتقي لله وجعل صاحبه سلامة، وكان سليمان بن الحسن المرسوم بالوزارة. وأمره المتقي لله أن يركب إليه فركب مرات، ثم إنه ارتعد يوماً وهو واقف بين يديه ونالته خطرة من رطوبة فخرج يهادي بين اثنين ولزم منزله. وعقد المتقي لله لبجكم لواء وجعله أمير الأمراء ونفذ به سعيد بن خفيف الحاجب إلى واسط، وخرج أمر بجكم أن يلي أبو عبد الله محمد بن أبي موسى قضاء الشرقية والجانب الشرقي من مدينة السلام، وكانا إلى أبي نصر يوسف بن عمر وإلى أخيه. ثم وجه السلطان إلى أبي نصر وقد أقررت على عملك، فحكم في آخر شهر ربيع الآخر وعرف منه سداد ورشد، ووقع في القضاء تخليط بسبب أبي عبد الله ابن أبي موسى الهاشمي وشهادة العدول له ثم عليه شهادتين متضادتين، فسفر في إبطال أمر أبي نصر فعزل، وولي أبو عبد الله محمد بن عيسى الضرير قضاء الجانب الشرقي والشرقية، وولي أبو طاهر بن نصر قضاء المدينة وخلع عليهما يوم الخميس لتسع خلون من جمادى الآخرة وجلسا وقرآ عهدهما وحكما. وصرف ابن بريه عن الصلاة بالجامع الغربي، وولي ذلك حمزة لتسع بقين من شهر ربيع الآخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015