وقال يرثي أباه:
يا تُرْبُ ضَمَّنكَ المَماتُ مُسَوَّداً ... كادَتْ لهُ نَفْسِي تَزُولُ تَقَطُّعا
قدْ كُنْتُ آمُلُ أَنْ يَقِيكَ الدَّهْر لِي ... صَرْفَ الحُتُوفِ وأَنْ تكُونَ مُفَجَّعا
حَتَّى رأَيْتُ المُشْفِقِينَ تَقَطَّعَتْ ... لَما لهمْ ورَأَيْتُ يَوْمَكَ مُقْطِعا
إِنْ كانَ غَيَّرَ مِنْ مَحاسِنِكَ البِلَى ... ورَمى فَلمْ يتْرُكْ لِسَهْمٍ مَنْزَعا
فلَقَدْ فَقْدْتُ مَحاسِنَ الدُّنْيا بِهِ ... وَكَذا الزَّمانُ مُفَرِّقٌ ما جَمَّعا
يا مَنْ أرِيحَ مِنَ الْفِراق ... وفِراقُهُ بِالْهَجْرِ باقِي
أَهْوَى الْفِراقَ وَإنْ رَأَيْ ... تُ المَوْتَ فِي شَخْصِ الفِراقِ
لِتَقارُبٍ عِنْد الْوَداعِ ... وَقُبْلَةٍ عِنْدَ العِناقِ
وكتب إلى أخيه هارون:
سَيِّدِي أَنْتَ ومَنْ لَمْ ... يَزَلِ الدَّهَرَ يُوَفَّقْ
عِنْدَنا أَطْيَبُ مَنْ يَخْ ... تارُهُ السَّمْعُ وَأَحْذَقْ
وَأَرَى جامِعَ شَمْلي ... كُلَّما غبْتَ مُفَرَّقْ