الكلام طريقتي، وما زلنا نكلمه حتى سكن. وخرجت فقال لي ذكي الحاج بأحسن الله جزاءك، هل ورد عليك كتاب بما قاله سيدنا؟ قلت نعم قال وقد ورد علي مثله، فأعطاني كتابه ودفعت إليه كتابي فرمى بهما في دجلة. وجاءت الدراهم التي وعد بها الراضي ففرقها ورحل نحو بغداد لا يلوي على شيء، حتى دخل بغداد لثمان خلون من شهر ربيع الآخر ولقي الناس شدة في الطريق، وغرق خلق من أصحاب بجكم من باب يعرف بباب الهاشمي. وكان الناس يقولون: نالتهم عقوبة بطلبهم أهل المصل. وكان دخول الخليفة في الماء يوم السبت، حتى انتهى إلى داره ونزل بجكم دار مؤنس. وورد من الحسن بن عبد الله مال من مال المفارقة، حمل إلى خزانة بجكم.

وكان فيما خاطبني به الراضي في حجته من خروجه أن قال نظرت فإذا الدنيا لا تفي برزق جند بجكم ومؤونتي، وأن هذه المستخلصة التي في يدي أحتاج أن ألمم منها مال أصحابه، فقلت نصير إلى الموصل وهي الناحية العامرة، وأكثرها ضياع آل حمدان فأقبضها كلها وأنفرد بأولئك وأجعلها لبجكم وأصحابه وهي كفاية وفاضلة عنهم ويخلص لي مال ضياعي فأوسع على الناس منه وأعطي من حرمت، وأجعل في بيت المال شيئاً يرجع الناس إليه.

فقلت له إن هذه الناحية إنما عمرت بعناية ابن حمدان بها، ونزولهم فيها، ولو قد صارت إلى غيرهم لعادت خراباً كما عادت فارس بعد عمرو ابن الليث، وأصبهان ونواحيها بعد أبي دلف. ولما قدم الراضي بغداد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015