سبباً لبثق النهروان الذي خربت به الدنيا وافتقر الناس وغلت الأسعار إلى وقتنا هذا، وصار إلى الدار فضرب خيمة في الحلبة وأسكنها قواده. ووافى بجكم نهر دَيَالَى يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة. وحاربه ابن رايق فاحتال بجكم إلى أن عبَّر بعض أصحابه، وانهزم ابن رايق وأصحابه وجاء إلى السلطان ليدخل إليه فغلقت الأبواب دونه فصار إلى داره فحمل ما قدر عليه وخرج ومعه بدر الخرشني، وصاح الناس: هذا عقاب من الله لك، لاستكتابك الكوفي وتسليطك إياه على الناس. وكان قد استكتبه، وعزل به الحسين بن علي بن العباس النوبختي بعد أن بلغه المنزلة التي بلغها برأيه وتدبيره وهو الذي احتال على الساجية ودبر أمر الحجرية فصار ابن رايق إلا أوَانَا ثم خفي أثره. وكاتب السلطان بدراً الخرشني فرجع. واستتر الكوفي وابنا مقاتل ببغداد.
ووصل بجكم إلى الراضي يوم الثلاثاء وخلع عليه يوم الخميس سبع خل وقال له: قد جعلتك أميراً وعقد له لواء له فقال: يا مولاي ما أريد إلا أن تزاح علتي في أرزاق أصحابي وقت استحقاقهم، ونزل في دار مؤنس. وأخذ لابن رايق ابن صغير فجربه إلى بجكم فبكى حين رآه وأجرى عليه جراية واسعة، ونودي إن من دل على الكوفي وابني مقاتل فله عشرة آلاف درهم، ومن وجد واحد منهم عنده فقد حل دمه وماله. وعقد لبجكم على المشرق وأشير على الراضي أن