«نبذة من كتاب التاريخ» ، ويقع هذا القسم بين ص 475 (235 ب من المخطوط) وص 592 (294 أمن المخطوط) من «تاريخ الخلفاء» ، ويختص بالعباسيين. يبدأ المؤلف هذا القسم بالبسملة، ويقدم له بديباجة في فضائل الدولة العباسية، ثم يعرّف بصلته بالعباسيين، وهي صلة ولاء تعود إلى جده الأكبر (وثاب) ، والد المقرئ يحيى بن وثاب، وكان مولى مكاتبا لعبد الله بن العباس [1] . وهذه المقدمة تلفت النظر، إذ إن المؤلف اكتفى، حين تناول تاريخ الأمويين، بعنوان بسيط وهو «خلافة بني أمية وبني مروان» ، وكأنّه يشعرنا بأن القسم الخاص بالعباسيين هو كتاب ثان، وهو ينعت هذا القسم مرة ب «أخبار الدولة المباركة العباسية» [2] وأخرى ب «أخبار الدولة الهاشمية العباسية» [3] ، مما يوحي بأن عنوانه هو «أخبار الدولة العباسية» .
ومع أن المؤلف يلتزم في هذا القسم ب «الإيجاز والاختصار» كما فعل في القسم الأول [4] ، إلا أنّه يضيف إلى ذلك بعدئذ أنّه تجنب «التطويل بحديث الأسانيد وذكر أسماء الرجال» [5] ، فيلمح إلى أنّه يوجز مؤلفا بعينه، وأنّه لم يأخذ من «الكتب الكبار والمصنفات الأصول» [6] ، كما فعل في تاريخ الراشدين والأمويين. وهو يعترف بذلك ضمنا في معرض حديثه عن أبي مسلم، إذ يقول «وله أحاديث وحكايات جرت عليه بمرو ونسا ونيسابور والري،