عند هبوب العواصف، ونحن من إخواننا اليمانية وأغتامهم ورعاعهم، فيما نتوقع من سفههم ولما قد شملهم من ورائهم الخبيث، على مثل لجّة البحر، وأنا معتصم بطاعة أمير المؤمنين ومن معي على مثل ذلك لا نؤثر عليها شيئا، وقد أملنا غياث أمير المؤمنين وموادّه وورود خيله وفرسانه ليقمع الله بهم كلّ مصرّ على غشّه وساع في خلافه، فلا يكوننّ مثلنا [1] يا أمير المؤمنين قول الأول [2] :
لا أعرفنّك [3] بعد اليوم تندبني ... وفي حياتي ما زوّدتني زادي
إنّه قد بلغ الحزام الطبيين [4] ، وكادت القلوب تبلغ [5] الحناجر، فلا يتهمني أمير المؤمنين على ما أكتب به وأغلظ له فيه، وإنّي لكما قال الأول: أحلب حلبا لك شطره [6] ، ولئن أزالنا عدوّنا من موضعنا الّذي نحن به، انها زلزلة سرير أمير المؤمنين، فلا يضعنّ أمير المؤمنين كتابي هذا إليه على الجزع وعلى الجرأة عليه، فإنّه لا مخبأ لعطر بعد عروس [7] ، ومثلنا فيما قد أشرفنا عليه