محمد بن عبد الله القطّان قال: حدّثني أحمد بن سليمان بن أبي شيخ قال:
حدّثني أبي قال: حدّثني حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرميّ قال: سمعت عيسى بن علي، وذكر أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، فقال: كان قبيح الخلق قبيح الدابّة، فما ترك شيئا من القبح الّا نسبه إليه، وكان لا يذكر أبي، علي بن عبد الله، إلّا عابه، فبعث أبي ابنه محمد بن علي إلى باب الوليد بن عبد الملك، فأتى أبا هاشم وكتب عنه العلم، فكان إذا قام أبو هاشم يركب أخذ له بالركاب، فكفّه ذاك عن أبيه. قال: فكان يلطف ابنه محمدا بالشيء يبعث به إليه إلى دمشق فيبعث به محمد إلى أبي هاشم، فبعث أبي إلى محمد [1] ببغلة يركبها في عسكر الوليد، فبعث بها محمد إلى أبي هاشم، فكبرت عنده، وقال لمحمد: ما هذا؟ قال: بغلة بعث بها إلينا مولى لنا من مصر، فبعث بها إليّ فآثرتك بها.
وكان قوم من أهل خراسان يختلفون إلى أبي هاشم، فمرض مرضه الّذي مات فيه فقال له قوم من أهل خراسان: من تأمرنا نأتي بعدك؟ قال: هذا، وهو عنده، قالوا: من هذا؟ قال: هذا محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس، فقالوا: ما لنا ولهذا؟ قال: لا أعلم أحدا [79 أ] أعلم منه ولا خيرا منه، فاختلفوا إليه. قال عيسى: فذاك سببنا بخراسان [2] .