واتفق أن عيني عبد الملك كانت تسيلان، فظن أنه عرض به فغضب، وقطع إنشاده وأخرجه. ودخل شاعر على طاهر بن عبد الله فأنشده: الخفيف:
شب بالإبل من عزيزة نار ... أوقدتها وأين منك المزار
وكان اسم والدة طاهر عزيزة فتغامز الحاضرون وأعلموه بهفوته فأمسك.
ودخل رجل على عقبة بن مسلم الأزدي فأنشده: المديد:
يا ابنة الأزدي قلبي كئيبٌ ... مستهامٌ عندكم ما يؤوب
ولقد لاموا فقلت دعوني ... إني من تلحون فيه حبيب
فتغير وجه عقبة، فنظر الشاعر فقطع.
ودخل الرئيس أبو علي العلوي يوماً على بعض الرؤساء، فتحادثا فجءا غلام لذلك الرجل فقال: يا سيدي أي الخيل نسرج اليوم؟ فقال: اسرجوا العلوي. فقال له أبو علي: أحسن اللفظ يا سيدي، فاستحيا وقال: هفوة.
واجتاز المرتضى أبو القاسم نقيب العلويين، يوم جمعة على باب جامع المنصور عند المكان الذي يباع فيه الغنم، فسمع المنادي يقول: نبيع هذا التيس العلوي بدينار، فظن أنه قصده بذلك فعاد متألماً من المنادي فكشف عن الحال،