أبيع شيئاً بدون قيمته فلم تعرضتم لها؟ فقالوا: ما علمنا ذلك، ورسمنا كما تعلم لا نبيع شيئاً إلا بمعرفة، ولما طالبناها بذلك اضطربت فخشينا أن تكون لصة، فقلت له: أريد الجوهر الساعة، فجاء به، فلما رأيته عرفته، وكنت أنا اشتريته لأبي الحسن بخمسة آلاف دينار، فأخذته منه وصرفته، وأقامت المرأة في داري وتلطفت لها في بيع الجوهر بأوفى ثمن، فخصها منه أكثر من خمسة آلاف دينار فابتعت لها بذلك ضياعاً ومسكناً فهي تعيش في ذلك وولدها إلى الآن. فنظرت فإذا الجوهر لما كان معها بلا صديق حجر، بل كان سبباً لمكروه، ولما وجدت صديقاً يعينها حصل لها منه هذا المال الحليل، فالصديق أفضل من العقد. فقال ابن الفرات: أجدت يا أبا عبد الله.
ينسبون هذا الرجل إلى التغفيل، وقد سمعتم ما قال، فكيف يكون هذا مغفلاً!؟
فأما النساء المنسوبات إلى التغفيل.
فمنهن التي نقضت غزلها، قال مقاتل بن سليمان: هي امرأة من قريش تسمى ريطة بنت عمرو بن كعب، كانت إذا غزلت نقضته، قال ابن السائب: اسمها رايطة، وقال أبو بكر بن الأنباري: أسمها ريطة بنت عمرو المرية، ولقبها الجعرا، وهي من أهل مكة، وكانت معروفة عند المخاطبين، فعرفوها بصنعتها، ولم يكن لها نظير في فعلها وكانت متناهية الحمق، تغزل الغزل من القطن، أو الصوف، فتحكمه، ثم تأمر خادمها بنقضه، قال بعضهم: كانت تغزل هي وجواريها، ثم تأمرهن أن ينقضن ما غزلن.
ومنهن دغة بنت مغنج، ومغنج هو ربيعة بن عجل، واسم دغة ماوية، ودغة