قال الفضل بن مرزوق: أتدرون لأي شيء كثر مالي؟ قالوا لا، قال: لأني سميت نفسي بيني وبين الله محمد، وإذا كان اسمي عند الله محمداً فما أبالي ما قال الناس.
عن المزرودي قال: اشترى أحمد الجوهري كساء أبيض طبرياً بأربعمائة درهم، وهو عند الناس فيما تراه عيونهم قوهي يساوي مائة درهم، قال: إذا علم الله أنه طبري فما علي من الناس.
قال الجاحظ: كان أبو خزيمة يكنى أبا جاريتين فقلت له يوماً: كيف اكتنيت بهذه الكنية وأنت فقير لا تملك جاريتين: أفتبيعهما الساعة بدينار وتكنى أي كنية شئت؟ قال: لا والله ولا بالدنيا وما فيها.
وقال عن ثمامة بن أشرس قال: كان رجل يقوم كل يوم فيأتي دالية لقوم، فلا يزال يمشي مع رجال الدالية على ذلك الجزع ذاهباً وجائياً في شدة البرد والحر حتى إذا أمسى نزل إلى النهر فتوضأ وصلى وقال: اللهم اجعل لي من هذا فرجاً ومخرجاً ثم انصرف إلى البيت، فكان كذلك حتى مات.
قال: وحدثني يزيد مولى إسحاق بن عيسى قال: كنا في منزل صاحب لنا إذ خرج واحد منا ليقيل في البيت الآخر، فلم يلبث ساعة حتى سمعناه يصيح أواه، فنزلنا بأجمعنا إليه فزعين وقلنا: ما لك مالك؟ وإذا هو على شقه الأيسر وهو قابض بيده على خصيته، فقلنا له: لم صحت؟ قال: إذا غمزت خصيتي اشتكيتها وإذا اشتكيتها صحت، فقلنا: لا تغمزها، قال: نعم إن شاء الله، جزاكم الله خيراً.
قال: وحدثني ثمامة، قال: مررت يوماً وإذا شيخ أصفر كأنه جرادة وزنجي