يا أبا الحسين، فقرأتها فإذا فيها: رجل قال لامرأته أنت طالق إن، ثم وقف عند إن، فقال لها: فما حال إن؟ قالت: لسن أعرف عند إن. فقال لي: أعد القراءة، فأعدت عليه كما قرأت أول مرة، فقال لها: فثم وقف عند إن هذه ولم يتم، قالت: لا والله ما أعرف وقف عند إن، قال: وكان في المسجد جماعة فقال لهم: أنظروا، فقرأوا كلهم كما قرأت، ثم تنبه بعضهم لذلك فقال: إنما هو: رجل قال لامرأته أنت طالق إن ثم وقف عند إن.
وعن المرزبان قال: قال أبو عثمان البصري: كان أخوة ثلاثة، أبو قطيفة والطبلي وأبو كلير، وهم ولد غياث بن أسيد، فأما أحدهم فكان يحج عن حمزة بن عبد المطلب ويقول: استشهد قبل أن يحج، والآخر يضحي عن أبي بكر وعمر ويقول: غلطا في ترك الأضحية، والآخر يفطر عن عائشة أيام التشريق، ويقول: غلطت في صوم أيام العيد، فمن صام عن أبيه فأنا أفطر عن أمي عائشة.
قال أبو عثمان: وذكر لأبي شعيب البلال عبد الله بن حازم وحميد الطوسي ويحيى الحرمي وما كانوا فيه من كثرة القتل والضرب والعذاب، فقال: ويحهم كيف يجسرون على ذاك الأسد! يعني الله، تعالى عما قال.
قال أبو عثمان: وسمع بعض الحمقى مؤذناً يؤذن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال الأحمق: أشهدها مع كل شاهد وأجحدها مع كل جاحد.