المتظلمين آخذ قصصهم واوصلها اليه فَجَاءَنِي رجل كَبِير من أهل السوَاد وَمَعَهُ قصَّة فِيهَا دَعْوَى بُسْتَان مَحْدُود يزْعم ان ذَلِك لَهُ فِي يَد أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَنه غصبه عَلَيْهِ فَقلت فِي يَد من هُوَ فَقَالَ فِي يَد أَمِير الْمُؤمنِينَ قلت من أكاره قَالَ هُوَ فِي يَد أَمِير الْمُؤمنِينَ غصبني عَلَيْهِ فَجعلت أديره بِكُل وَجه على ان ينْصَرف عَن مُطَالبَة امير الْمُؤمنِينَ الى مُطَالبَة غَيره فيأبى ان ينْصَرف عَن دَعْوَاهُ ان الْمَطْلُوب بِهِ امير الْمُؤمنِينَ فَدخلت بالقصص وامير الْمُؤمنِينَ قَاعد على كرْسِي وَيحيى بن خَالِد قعد مَعَه فَجعلت اخْرُج الْقَصَص فَخرجت قصَّته بِالْقربِ مني فَلم استجز تَأْخِيرهَا فَقلت يَا امير الْمُؤمنِينَ حضر شيخ كَبِير من اهل السوَاد فَادّعى بُسْتَان كَذَا فجهدت بِهِ ان يُطَالب بِدَعْوَاهُ رجلا من الرّعية فَأبى فَقَالَ مطالبتي لأمير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ هَذَا الْبُسْتَان اعرفه وهبه لي ابي وَهُوَ لي فِي ملكي قلت افيحضر الرجل قَالَ نعم فاحضرته قلت مَا تَدعِي قَالَ ادعِي بُسْتَان كَذَا وحدده على امير الْمُؤمنِينَ هَذَا واشار اليه قلت من يقوم بِهِ وَفِي يَد من هُوَ قَالَ فِي يَد امير الْمُؤمنِينَ هَذَا قلت لأمير الْمُؤمنِينَ مَا تَقول فِي دَعْوَى هَذَا الرجل قَالَ مَا لَهُ فِي يَدي هَذَا الْحق الَّذِي يَدعِيهِ وَمَا هَذَا الْبُسْتَان لَهُ قلت لَهُ أَلَك بَيِّنَة قَالَ يَمِينه قلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلَيْك الْيَمين قَالَ استحلفني فاستحلفته فَحلف فَوَثَبَ الشَّيْخ منصرفا فَسَمعته وَقد ادبر يَقُول استفه كشربة سويق وَتَربد وَجه امير الْمُؤمنِينَ حِين حلف واطرق يفكر فَقلت هَلَكت وَهلك الرجل فَقَالَ يحيى بن خَالِد يَا يَعْقُوب رَأَيْت مثل امير الْمُؤمنِينَ فِي عدله وإنصافه لرجل من رَعيته انصف من نَفسه حَتَّى فعل مَا رَأَيْت فسرى عَن امير الْمُؤمنِينَ وَفَرح بذلك وَقَالَ سُبْحَانَ الله وبد من الانصاف وَقَالَ يحيى بن خَالِد لَو جَاءَت هَذِه من الْفَارُوق لكَانَتْ حَسَنَة أَو كَمَا قَالَ قَالَ ابو زيد قَالَ لنا ابو يُوسُف فَمَا اذكر ذَلِك الْمجْلس الا دخلني مِنْهُ غم شَدِيد وَخفت الله من تركي الْعدْل فِيهِ فَقُلْنَا وَمَا يكون اكثر مِمَّا فعلت قَالَ الم تفهموا مَا فِيهَا قُلْنَا لَا