عشرَة من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة وتوليت غسله وتجهيزه مَعَ جمَاعَة من أَصْحَابه وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو الْقَاسِم مَسْعُود بن مُحَمَّد فِي جَامع الْمَنْصُور قبل صَلَاة الْجُمُعَة ورد إِلَى منزله فِي درب عَبدة وَدفن فِيهِ رَضِي الله عَنهُ ونفعه بِمَا علمنَا ونفعنا بذلك
وَمن طبقته أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن مُحَمَّد الضَّرِير الْبَصْرِيّ وَإِن كَانَ قد درس فِي حَيَاة أبي بكر الرَّازِيّ وَكَانَ مثل شَيخنَا فِي الْإِسْنَاد لِأَنَّهُ أَخذ الْعلم عَن أَصْحَاب أبي الْحسن وَكَانَ أَبُو زَكَرِيَّا حَافِظًا لمذاهب أَصْحَابنَا عَارِفًا بالأصول والجامعين والنوادر مَعَ ورع صِيَانة وعفاف وتواضع وَكَانَ ضريرا قد رحلت إِلَيْهِ وقرأت عَلَيْهِ وَكَانَ عَالما بالفرائض قيمًا بِالْحِسَابِ والجبر والمقابلة إِمَامًا فِي ذَلِك
فَهَذَا آخر مَا ذَكرْنَاهُ من طَبَقَات أَصْحَابنَا بالعراق وَمَا قرب مِنْهُ مِمَّن وَقع إِلَيْنَا أخبارهم وأشتهر فِي النَّاس ذكرهم فَأَما بخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر فخلق عَظِيم لم نذكرهم
وَكَانَ فراغنا من هَذَا الْكتاب فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة نسْأَل الله خَاتِمَة خير ومنقلبا إِلَى خير وَأَن يجعلنا مِمَّن يعْمل بِعِلْمِهِ وَأَن لَا يَجْعَل مَا تعلمنا وبالا علينا وَالله ولي التَّوْفِيق وَعَلِيهِ توكلي وَهُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل
الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلَاته على سيدنَا مُحَمَّد النَّبِي وَآله وَسَلَامه
وَوَافَقَ الْفَرَاغ مِنْهُ بِمَدِينَة السَّلَام بالجانب الشَّرْقِي بمشهد الامام أبي حنيفَة رضوَان الله عَلَيْهِ فِي شهر رَمَضَان من سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة كتبه مُحَمَّد بن طَاهِر الْخَوَارِزْمِيّ