إِسْحَاق ثمَّ استعفى فِي أَيَّام الْمُعْتَمد ورد عَلَيْهِم الْعَهْد وَلزِمَ بَيته واشتغل بِالْعبَادَة حَتَّى مَاتَ
حَدثنَا القَاضِي أَبُو عبد الله الضَّبِّيّ قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن صَالح الْهَاشِمِي قَالَ ثَنَا أَبُو عمر مُحَمَّد بن يُوسُف القَاضِي قَالَ ركبت يَوْمًا من الْأَيَّام مَعَ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق إِلَى أَحْمد بن عِيسَى البرتي وَهُوَ ملازم لبيته فرأيته شَيخا مصفارا أثر الْعِبَادَة عَلَيْهِ وَرَأَيْت إِسْمَاعِيل أعظمه إعظاما شَدِيدا وَسَأَلَهُ عَن نَفسه وَأَهله وعجائزه وَجَلَسْنَا عِنْده سَاعَة ثمَّ انصرفنا فَقَالَ لي إِسْمَاعِيل يَا بني تعرف هَذَا الشَّيْخ قلت لَا قَالَ هَذَا البرتي القَاضِي لزم بَيته واشتغل بِالْعبَادَة هَكَذَا تكون الْقُضَاة لَا كَمَا نَحن
وَمن هَذِه الطَّبَقَة أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن ابي عمرَان أستاذ أبي جَعْفَر الطَّحَاوِيّ وَكَانَ شيخ أَصْحَابنَا بِمصْر فِي وقته وَأخذ الْعلم عَن مُحَمَّد بن سَمَّاعَة وَبشر بن الْوَلِيد وأضرابهما وَله كتاب مَجْمُوع يعرف بالحجج هُوَ من حسان الْكتب وَقيل إِنَّه كَانَ ضريرا
وَمن أقرانه عَليّ بن مُوسَى القمي وَقد تكلم على كتب الشَّافِعِي ونقضها وَله تصانيف كَثِيرَة مُبتَدأَة
وَمن هَذِه الطَّبَقَة أَبُو عَليّ الدقاق الرَّازِيّ صَاحب كتاب الْحيض وَكَانَت قِرَاءَته على مُوسَى بن نصر الرَّازِيّ وَعَن أبي عَليّ أَخذ الْعلم أَبُو سعيد البرذعي
وَمن الْمُتَأَخِّرين عَن هَذِه الطبعة أَبُو خازم عبد الحميد بن عبد العزيزالقاضي أَصله من الْبَصْرَة وَأخذ الْعلم عَن بكر الْعمي وَعَن الشُّيُوخ الْبَصرِيين وَهُوَ جليل الْقدر ولى الْقَضَاء بِالشَّام والكوفة والكرخ من مَدِينَة السَّلَام وَكَانَ عبد الله بن سُلَيْمَان خاطبه فِي بيع ضَيْعَة ليتيم تجاور بعض ضيَاعه فَكتب إِلَيْهِ إِن رأى الْوَزير أعزه الله أَن يَجْعَلنِي أحد رجلَيْنِ إِمَّا رجلا صين الحكم بِهِ أَو صين الحكم عَنهُ وَالسَّلَام وَعنهُ أَخذ الْفُقَهَاء أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ وَأَبُو طَاهِر الدباس وَقد لقِيه أَبُو الْحسن الْكَرْخِي وَحضر مَجْلِسه وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى البرذعي