أَي شَيْء أهجم ثمَّ خر مغشيا عَلَيْهِ فَرَأَيْت الأَرْض قد أدمت وَجهه فَلَبثت طَويلا ُأكَلِّمهُ فَمَا كلمني وَطَالَ جلوسي حَتَّى حضر وَقت الصَّلَاة وأيست من أَن يكلمني فَانْصَرَفت فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَيْته فَسَأَلت بعض من كَانَ يدْخل عَلَيْهِ مَتى صلى قَالَ آخر وَقت الْعَصْر تحرّك فَقلت لَهُ الصَّلَاة فَقَامَ فَزعًا شبه الوقيذ الواله نصلي الظّهْر وَالْعصر ثمَّ جلس فَوضع يَده فِي خَدّه وشخص ببصره فَخرجت عَنهُ ثمَّ عدت إِلَيْهِ قَرِيبا من الْمغرب وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال فَذَاك آخر عهدي بِهِ فَقلت أَتَرَى يمكنني الدُّخُول عَلَيْهِ قَالَ انْظُر لَك مَا رَأَيْته الْيَوْم ثمَّ خرج عَليّ قَالَ هُوَ محول الْوَجْه إِلَى الْحَائِط قد سلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ وَمَا حول وَجهه فَانْصَرَفت
أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الْمعدل قَالَ ثَنَا مكرم قَالَ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ ثَنَا الْحمانِي قَالَ ثَنَا ابْن الْمُبَارك قَالَ لما مَاتَ دَاوُد الطَّائِي أَكثر النَّاس فِيهِ القَوْل وَكَانَ موضعا لكل ثَنَاء جميل فَوقف أَبُو بكر النَّهْشَلِي على قَبره فَقَالَ يَا دَاوُد قد أَكثر النَّاس القَوْل فِيك فَلَا وكلك الله إِلَى عَمَلك
حَدثنَا الْحُسَيْن بن هَارُون بن مُحَمَّد قَالَ ثَنَا أَحْمد بن سعيد قَالَ حَدثنِي يحيى بن زَكَرِيَّا قَالَ ثَنَا سهل بن عَامر قَالَ أتيت دَاوُد الطَّائِي فوقفت على الْبَاب فَقلت السَّلَام عَلَيْكُم فَرد السَّلَام وَسكت قلت أَدخل قَالَ ادخل فَدخلت فَجَلَست وَسكت وَلم يقل لي شَيْئا وَكَانَ إِذا دخل عَلَيْهِ الدَّاخِل فَسَأَلَهُ عَن شَيْء أجَاب عَنهُ وَإِن سكت لم يبتدئه بِكَلِمَة حَتَّى ينْصَرف
حَدثنَا الْحُسَيْن بن هَارُون بن مُحَمَّد قَالَ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد قَالَ ثَنَا مُحَمَّد ابْن يحيى الطلحي قَالَ ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبان الْقرشِي قَالَ سَمِعت دَاوُد الطَّائِي يَقُول اللَّهُمَّ اسْتُرْ عوراتنا وآمن روعاتنا واكفنا من سعى علينا وَلَا تشمت بِنَا عدونا اكْفِنَا كل هول بَين أَيْدِينَا حَتَّى تبلغنَا من رحمتك مَا أَنْت أَهله آمين آمين آمين ثَلَاثًا