ثم عاد ابن المرحل فقال: أنا أنقل هذا عن المصنف, والنقل ما يمنع لكن يستشكل.

قال الشيخ تقي الدين: إذا دار الأمر بين أن ينسب إلى أهل السنة مذهب باطل, أو ينسب الناقل عنهم إلى تصرفه في النقل كان نسبة الناقل إلى التصرف أولى من نسبة الباطل إلى طائفة أهل الحق, مع أنهم صرحوا في غير موضع أن الشكر يكون بالقول, والعمل, والاعتقاد, وهذا أظهر من أن ينقل عن واحد بعينه.

ثم إنا نعلم بالاضطرار أنه ليس من أصول أهل الحق إخراج الأعمال أن تكون شكرا لله. بل قد نص الفقهاء أن الزكاة شكر نعمة المال. وشواهد هذا أكثر من أن نحتاج إلى نقل.

وتفسير الشكر بأنه يكون بالقول والعمل في الكتب التي يتكلم فيها على لفظ "الحمد" و "الشكر"مثل كتب التفسير واللغة, وشروح الحديث, يعرفه آحاد الناس, والكتاب والسنة قد دلا على ذلك.

فخرج ابن المرحل إلى شيء غير هذا, فقال: الحسن البصري يسمى الفاسق منافقا, وأصحابك لا يسمونه منافقا.

قال الشيخ تقي الدين له: بل يسمى منافقا النفاق الأصغر, لا النفاق الأكبر, والنفاق يطلق على النفاق الأكبر الذي هو إضمار الكفر, وعلى النفاق الأصغر الذي هو اختلاف السر والعلانية في الواجبات.

قال له ابن المرحل: ومن أين قلت: إن الاسم يطلق على هذا على هذا؟.

قال الشيخ تقي الدين: -هذا مشهور عند العلماء. وبذلك فسروا قول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015