قَالُوا: وَلِأَنَّهُ قَوْلٌ تَثْبُتُ بِهِ الْأَحْكَامُ فِي حَقِّهِ، فَلَمْ يَصِحَّ مِنْهُ كَالْهِبَةِ، وَالْبَيْعِ، وَالْعِتْقِ، وَالْإِقْرَارِ، قَالُوا: وَلِأَنَّهُ غَيْرُ مُكَلَّفٍ، فَلَمْ يَصِحَّ إِسْلَامُهُ كَالْمَجْنُونِ، وَالنَّائِمِ.
قَالُوا: وَلِأَنَّهُ قَبْلَ الْبُلُوغِ فِي حُكْمِ الطِّفْلِ الَّذِي لَا يَعْقِلُ مَا يَقُولُ، وَلِهَذَا كَانَتْ أَقْوَالُهُ هَدَرًا.
قَالُوا: وَلِأَنَّهُ لَوْ صَحَّ إِسْلَامُهُ لَصَحَّتْ رِدَّتُهُ.
قَالَ الْمُصَحِّحُونَ لِإِسْلَامِهِ: هُوَ مِنْ أَهْلِ قَوْلِ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "، وَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "، وَمَنْ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " دَخَلَ الْجَنَّةَ.
قَالُوا: وَهُوَ مَوْلُودٌ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةِ الْإِسْلَامِ فَقَدْ نَطَقَ بِمُوجِبِ الْفِطْرَةِ، فَعَمِلَتِ الْفِطْرَةُ وَالْكَلِمَةُ عَمَلَهُمَا.