الصورة الثالثة: أن يكون الجهاد فرض كفاية والحج فرض عين، ففي هذه الحالة يقدم الحج على الجهاد في سبيل الله.
وعلى هذه الصورة يحمل قول مالك: الحج أفضل من الغزو، واستدل بقوله - صلى الله عليه وسلم - «بني الإسلام على خمس» (?) فذكر الحج ولم يذكر الغزو (?) .
وقول الإمام أحمد والحنفية: أنه لا شيء من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد (?) أيضا محمول على هذه الصورة، لأن الجهاد إذا كان فرض عين يقدم على الحج مطلقا، وقد سبق بيان ذلك في الصورة الأولى.
يدل على هذه الصورة ما جاء عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «حجة من لم يحج خير من عشر غزوات، وغزوة من قد حج خير من عشر حجج» (?) .
قال ابن النحاس: (حجة الإسلام أفضل من الجهاد إذا كان فرض كفاية) (?) .
مما تقدم يتضح أن الحج مقدم على الجهاد في هذه الصورة، ولم أجد من خالف في هذا حسب ما اطلعت عليه والله أعلم.