تشتمل عليه، كل ذلك مراعاة لهذا الأدب الواجب شرعًا.
فإن أخلوا بهذا الواجب وطالبوا المريض بالكشف عن موضع من العورة أمكن فحصه، ومداواته بطريقة أو وسيلة لا تشتمل على كشفه، أو طالبوه بالكشف بدون وجود حاجة داعية إليه أصلاً، فإنهم يتحملون المسئولية عن الإخلال بهذا الأدب، والإقدام على انتهاك حرمة المريض باستباحة النظر إلى عورته وكشفها بدون حق وكان للقاضي أن يحكم بتعزيرهم بما يستحقونه من العقوبة.
فهذه هي مجمل الآداب الشرعية التي ينبغي على الأطباء ومساعديهم التزامها أثناء قيامهم بالمهمات الطبية في الجراحة وغيرها.
ومن خلالها يمكن أن نستخلص موجبات المسئولية الأدبية، وذلك باعتبار الأوصاف المخالفة لهذه الواجبات وهي تتلخص في الموجبات الخمس التالية:
الموجب الأول: الكذب.
الموجب الثاني: عدم الوفاء بالمواعيد (خلف الوعد).
الموجب الثالث: عدم الوفاء بالعقود.
الموجب الرابع: الغش.
الموجب الخامس: كشف العورات والنظر إليها بدون حاجة.
فإذا وجد شيء من هذه الموجبات تحمل الشخص المسئولية عنه وعن الأضرار المترتبة عليه نظرًا لكونه متعاطيًا لسبب الضرر الموجب لوقوعه ... والله أعلم.
* * *