وقال مصنّفه في وداعه [1]
كتاب كاللّآلى والرّبيع ... وكالعقيان والرّوض المريع
كذلك فيه ذكر الأرض طرّا ... بديعا ثم سمّى بالبديع
أقاليم البلاد وكلّ أرض ... وكلّ جزيرة مثل الصّديع
فجاج الأرض من عدن وشام ... وسوس الغرب بالنّبإ الرّفيع
منابعها وغدران القيافى ... وما في الأرض من طود منيع
وأثمار الأقالم بعد نخل ... مع الحرف العجائب بالجميع
فمنها ما رأيت وجست فيها ... ودخت نهارها بعد الهزيع
ومنها ما أثرت له حديثا ... عن الشّعبيّ يؤثر أو وكيع
ذكرت بدائع الأمصار شتّى ... وكلّ مدينة مثل الصّديع
وميّزت البحور بفضل علم ... وتجربة كتمييز القطيع
وألسنة الورى جيلا فجيلا ... لغات العرب عن لغة الشّنيع [2]
متاجر كلّ إقليم وأرض ... وهيئات الرّقيق المستبيع
مشاكل كلّ إقليم وأرض ... وهيئات الرّقيق المستبيع
مشاكل كلّ إقليم مثال ... لقد جاءوا بطوق المستطيع
لينظر في أعاجيب البرايا ... وما في الأرض بالوشي الوليع
ويعلم قدرة الدّيّان حقّا ... وإبداع المهيمن والسّميع
ويعبده عبادة مستكين ... وعبد في عبادته مطيع