فنعوذ باللَّه [1] وكلّ بلد [2] نسبت صاحبه اليه فلقيت الزاى الياء فهو داه [3] مثل رازيّ مروزىّ سجزيّ وكلّ بلد آخره [4] ان فله خاصّيّة أو طيّبة مثل جرجان موقان [5] ارّجان، وكلّ بلد شديد البرد فأهله اسمن واضخم [6] وأحسن وأكبر لحي مثل فرغانة وخوارزم [7] وارمينية وكلّ بلد على بحر أو نهر فالزنا واللواطة فيه [8] كثير مثل سيراف وبخارا وعدن وكلّ بلد يحيط به انهار [9] فان في اهله شغبا وخروجا مثل دمشق وسمرقند والصّليق وكلّ بلد رحب [10] رخيّ فان المعايش [11] به ضيّقه الّا بلخ، واعلم ان بغداد كانت جليلة في القديم وقد تداعت الآن [12] الى الخراب واختلّت وذهب بهاؤها ولم استطبها ولا أعجبت بها [13] وان مدحناها فللتعارف وفسطاط مصر اليوم كبغداد [14] في القديم ولا اعلم [15] في الإسلام بلدا اجلّ منه، واما إقليم المشرق فقد فشا فيه الجور وفسد وهو خير من غير وأقاليم الأعاجم فلا تطيب لأهل أسفل [16] ، ولو كان للرملة ماء جار لما استثنينا [17] انها أطيب بلد في الإسلام لأنها ظريفة خفيفة بين قدس وثغور وغور وبكور [18] معتدلة الهواء لذيذة الثمار سريّة الأهل غير ان فيهم جهلا [10] خزانة مصر ومطرح البحرين رخيّة [19]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015