أطول من شجرته بيضاء [1] تظلّ أكثر من مائتي رجل ينقر أسفلها فينساب عليه الكافور كالصمغ ثم تبطل الشجرة، تليها جزيرة الكلب فيها معادن الذهب طعامهم النارجيل بيض عراة حسان يتّصل بها جزيرة الرّمى [2] فيها أشجار البقّم تغرس غرسا ثمرها يشبه الخرنوب مرّ وعروقها شفاء من سمّ ساعة، وجزيرة أسقوطرة كأنها صومعة في البحر المظلم وهي سدّ البوارج [3] ومنهم تخاف المراكب ولم تزل في هلع حتّى جاوزنها [4] ، وهو ابرك البحرين واحمدهما عاقبة [5] والبحر الآخر [6] خروجه من أقصى المغرب بين السوس الأقصى [7] والأندلس يخرج من [8] المحيط عريضا [9] ثم ينخرط ثم يعود فيعظم الى تخوم الشام وسمعت بعض مشايخ المغرب يفسّر هذه الآية [10] رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ 55: 17 قال المغربان هذان الوجهان من هذا البحر مغرب الصيف عن يمينه ومغرب الشتاء عن يساره [11] وسمعت جماعة منهم يذكرون انه يضيق في حدود طنجة حتّى يكون......... [12] واتّفقوا على انه عند معابر الأندلس إذا عاينت هذا البرّ تراءى [13] لك البرّ الآخر، وذكر ابن الفقيه ان طول بحر الروم الدبورىّ ألفان وخمسمائة فرسخ من انطاكية الى جزائر السعادة وعرضه في مكان خمسمائة فرسخ وفي مكان مائتا [14] فرسخ، فما كان من ناحية [15] القبلة من طرسوس الى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015