قد ظهر مما تقدم أنه لا وصول إلى الله إلا بالتوبة وأنها لا تخص أحداً دون أحد بل هي طريق الأنبياء وأتباعهم على الحقيقة لعظم حق الرب على عبده واستحالة وفاء العبد به، وهنا يحسن ذكر بعض أسرارها ليزداد الأمر وضوحاً وجلاء.
فقد ذكر ابن القيم منها: أن يُكَمِّل لعبده مراتب الذل والخضوع والإنكسار بين يديه والإفتقار إليه، فإن النفس فيها مضاهاة للربوبية، ولو قَدِرَتْ لقالت كقول فرعون، ولكنه قدر فأظهر، وغيره عَجِز فأضْمر (?).