ومن له بصيرة بنفسه وبصيرة بحقوق الله وهو صادق في طلبه لم يُبْقِ له نظره في سيئاته حسنة ألبته، فلا يلقى الله إلا بالإفلاس المحض والفقر الصِّرف لأنه إذا فتّش عن عيوب نفسه وعيوب عمله عَلِم أنها لا تصلح لله وأن تلك البضاعة لا تُشْترى بها النجاة من عذاب الله فضلاً عن الفوز بعظيم ثواب الله.
فإن خلص له عمل وحال مع الله وصفى له معه وقت شاهد مِنَّة الله عليه به ومجرد فضله.
وأنه ليس من نفسه ولا هي أهل لذاك، فهو دائماً مشاد لمِنّة الله عليه ولعيوب نفسه وعمله لأنه متى تطلّبها رآها.
وهذا من أجلّ المعارف وأنفعها للعبد.