قال ابن القيم رحمه الله:
ومن فوائد محاسبة النفس أنه يعرف بذلك حق الله تعالى ومن لم يعرف حق الله تعالى عليه فإن عبادته لا تكاد تجدي عليه، وهي قليلة المنفعة جداً.
ثم ذكر الأثر الذي في مسند الإمام أحمد عن وهب قال: (بلغني أن نبي الله موسى عليه السلام مر برجل يدعو ويتضرع فقال: يا رب ارحمه فإني قد رحمته فأوحى الله تعالى إليه: لو دعاني حتى ينقطع فؤاده ما استجبت له حتى ينظر في حقي عليه).
فمن أنفع ما للقلب النظر في حق الله على العبد فإن ذلك يورثه مقت نفسه والإزراء عليها ويخلّصه من العجب ورؤية العمل، ويفتح له باب الخضوع والذل والإنكسار بين يدي ربه، واليأس من نفسه، وأن النجاة لا تحصل له إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته، ثم قال: فمن نظر في هذا الحق الذي لربه عَلِم علم اليقين أنه غير مؤدّ له كما ينبغي وأنه لا يسعه إلا العفو والمغفرة، وأنه إن أُحيل على عمله هلك.